الأحساس أساس؟

لا ينكر أحد – فى نقد ذاتى بناء – إننا نفتقد الإنسان المصرى الذى كان إلى عهد قريب مثالاً يحتذى به فى تمسكه بالقيم واعتزازه بالاخلاق.

وإذا كان الانسان هو أساس المجتمع، فقد كان المجتمع المصرى متميزاً فى أعماقه البعيدة عن السياسة بالترابط والتساند؛ لأن أعضاءه مجتمعون على أصالة الخلق وشرف المعاملة.

ولما كان المجتمع هو واقع الدولة وبناءها، فقد كانت مصر قوية بأبنائها الأصليين، عزيزة بأخلاقهم، عالية بكل ما يجمعهم من قيم إنسانية واجتماعية نابعة عن حضارة متمكنة فى قلوبهم.

والواقع أن قلب الانسان المصرى ما زال ينبض فى داخله بالطهارة والأصالة. ولذلك فإن العناية بالتثقيف الاجتماعى كفيلة بإزالة الغشاوة الدخيلة التى قادته الى عالم المادة، بل وغيرت لغته ومنهجه فى الحياة.

إن العناية بالنشء ومدارك الشباب تطلعاً الى مستقبل واع بأمور الحياة، مزود بالفهم السليم لقضايا المجتمع .. واثق من خطاه القوية بما يدفعها من خلق ووعى وأصالة، لهو أقصر طريق الى رفعة شأنه وبلوغ هدفه.

لذلك كله، واعتزازاً بنظرة التفاؤل التى تبعث الأمل فى غد نعود به إلى أفضل ما كنا فيه وبه من خلق وأصالة قامت فكرة هذه المجلة لتستهدف الأخلاق الاجتماعية والتوعية بأمور الحياة فى منهج حديث يتلاءم مع مقتضيات العصر، لعلها تتساند داخل البيت المصرى مع جهود الدولة فى تطوير مناهج تربية وتعليم الأجيال المتعاقبة بلوغاً إلى غاية القصد.