امرأة لهذا الزمان
من قال إننى امرأة
لهذا الزمان؟
فقد أكون من قديم جئت
أو فى حديث أبغى مكان
من قال أن عصر الفروسية
ولى والنبل استكان؟
فالدرر النفيسة كانت دوماً
نادرة الوجود فى كل العهود
على مر الأزمان.
ومن قال أن المرأة سجينة
والرجل هو السجان؟
من شرع هذا القانون
وتجاهل شرع الرحمن؟
أنا امرأة تهوى الطاعة
ولا تجد فى الخضوع امتهان
فلا إرادتى سلبت
ولا لغى عقلى
ولا بتُ فى هوان
أنا أنثى ترفض
ارتداء ثوب الذكورة
ورفع راية العصيان
فليس فى الوداعة خوف
ولا فى الأنوثة ضعف
ولا فى الرضا حرمان
يا نساء الدنيا
خلعتن الخمار والحجاب
وارتديتن حلة الفرسان
حررتن الجسد من قيود
من حدود
فهل حررتن الوجدان؟
حولتن الحمل الوديع إلى ذئب
يحترف اصطياد الغزلان
والفارس النبيل إلى
هاتك أعراض هارب جبان
تراجعت أسطورة الرجل
القدوة فى خجل
فهل أصبحت الأنوثة
إلا درباً من نسيان؟
فلا الرجل ذكر
ولا المرأة أنثى
أضحينا جميعاً كن وكان
فأنا امرأة لا تزهر ورودى
إلا فى ظل البستان
أنا امرأة لا تثور بحارى
إلا لتسافر أمواجى
إلى حضن الشطآن
أنا امرأة لا تثمر أوراقى
إلا على عطاء الأغصان
فلا يعيبنى أننى من
ضلع آدم خلقت
ألم أهديه أنا
ثماراً من دم وشريان؟
فيا نساء الدنيا
تشدقتن بكلمات عن
رفع الظلم وقهر الطغيان
عن تحرير الذات
والنضال حتى الممات
فمن هو العدو؟
ومن أين أطل العدوان؟
هل هو هنا الرجل
المدافع الأعزل فى ظل هذا المهرجان
الإنسان ممسوخ المعالم
غير معلوم البيان
فى ظل الطمس والتطاول
وطلب التكفير عما مضى
وكل ما كان؟
وهل غابت حقاً سطوة
الرجولة عن الأذهان؟
فلا الرجل ذكر
ولا المرأة أنثى
وما غاب إلا الأمان
فأنا امرأة أرفض
أن تبور أرضى
ويهجر قلبى الخفقان
أنا امرأة أرفض
أن أكون شمعة فى
مهب الريح لا يظلها سقف
أو تحميها جدران
أنا امرأة أرفض
أن أضيع من نفسى
أن أنكر نصفى
أن أتوه عن حمى الأوطان
ولا يسيئنى أن تكون
من آدم أصولى
فمن له غيرى فى
هذه الدنيا سلوان؟
يا سيدى الرجل
أحبك
شامخاً كالجبال
ساطعاً كالشمس
دافئاً كالحنان
أحبك
عميقاً كاليم
كريماً كالسيل
قوياً كالإيمان
أحبك
فتياً كالربيع
ذكياً كالفطرة
واضحاً كالبرهان
أحبك
حازماً كالقدر
هادئاً كالنسيم
رحيماً كالنسيان
يا سيدى الرجل
كن رجلاً
أكون امرأة
لهذا الزمان
وكل زمان