عدد الرسائل : 56 العمر : 39 المدينه : الجيزة العمل/الترفيه : كاتب صحفي/مهندس حاسب الى تاريخ التسجيل : 24/08/2007
موضوع: يوميات شبح حزين السبت أغسطس 25, 2007 2:39 pm
الروح الهائمة لا يقدر أن يمسك بها أحد ولكنها تحس، نعم فكم من أرواح هائمة فى عالمنا لا نراها ولا نلمسها ولكن نحسها وليست رؤيتها مستحيلة والإمساك بها ليس ممكنا ولكن هذه هى قواعد اللعبة فكم من بشر تحولوا إلى أشباح فى دنيانا ونحن لا ندرى بهم اترى تحولوا إلى أشباح أم إننا يمكننا أن نقول إنها الحياة والأقدار وقدر هؤلاء أن يولدوا سعداء وتأتى الأيام لتريهم ألوان العذاب والشقاء والألم وتصدمهم وتركلهم ولا يدرى بهم أحد ويصرخون يهرعون إلى من كانوا أصدقاءهم يربتون على ظهورهم يشاورون يستنجدون ولكن هيهات فلم ولن يراهم أحد يسمعون شكواك وكأنهم لا يسمعون شيئا يرون الدموع فى عينيك أو يرونها تملأ وجهك ثم بنظرون إليها وهى تغرقك فى بحر من الحزن ولا يرون وجوههم وكأنهم لم يروا شيئا، ضع نفسك مكان هذا البائس اليائس هذا أول الطريق إلى التحول إلى شبح, فالشبح لا نراه أو نسمعه أو نحسه أو نحس بما يؤلمه فلماذا تلومون الأشباح؟ الكونها أشباحا؟ لقد صرخوا مرارا ً لكى تنقذوهم فلم يبال بهم أحد والآن تخشونهم وتهرعون منهم كأنهم مسوخ! ألم تفكروا للحظة واحدة من جعلهم مسوخاً. وأحياناً تستغلونهم اسوأ استغلال فهم فى نظركم كبطل من أبطال مسرحية خيالية وهو أيضاً بطل خيالى فى عالم خيالي وأنهى دوره فى القصة ولم يعد بعد ما يشغله فتأخذونه ليلعب دوراً محدداً فى قصصكم التى لم تنته دورا يختلف فى مظهره ولا يختلف فى جوهره بالتحديد هو دو(ملطشة) ألم تسألوا أنفسكم مرة واحدة كيف انتهت قصته الغامضة وماذا كانت أحداثها؟ وماذا حدث لهذا البطل الذى لفظته الحياة وانتهت قصته مبكراً ألا يعلم أحدكم ما أصابه أنتم فعلاً لا ترون هذا الصنف من الأشباح الأدميين إلا رؤية محددة من وجهة نظركم مثل رؤيتكم للشارع للأسفلت الذى ترونه كل يوم ولكن لا ترونه فى نفس الوقت فمن منكم يعلم أى شئ عن هذا الأسفلت من أين اتى وماذا أتى به إلى هذه النهاية المؤلمة الساكنة الهادئة فى مظهرها؟ ليكون راضياً عن بطحة بأقدامكم طوال الوقت ولماذا هو راض إذا كان راضى؟ أسئلة كثيرة بلا جواب وهذا البطل الصامت لابد ألا تتركوه لهمه ولا تزيدوا عذابه بأدواركم المهينة كم من مرة يقف على خشبة المسرح ليتقن دور الشرير المخادع وهو ليس كذلك وتنتهى الرواية والبصق عليه هذا الدور الذى لا يجدون من يؤديه غيره ويركل من هذه الرواية ليأتى أبطال آخرون لرواية أخرى يستعطفونه ويتوسلون إليه بكل التقدير الذى لا يكنون منه شيئا له ليقوم بالدور نفسه ولكن مع بعض التغييرات الشكلية ولكن نفس المضمون وتنتهى الرواية نفس النهاية أو لا تنتهى ولكنى المهم أن دوره ينتهى نفس النهاية دموع وتوسلات من الطرفين وحبا يفيض بين البطل والبطلة ويركل هو"الشيطان" الشرير الذى أدخل على حياتهم البؤس ألم تطلبوا منه هذا بل واستعطفتموه لا يتذكرون الآن شيئا من هذا ومن يفكر الآن به أيمثل هذا شيئا فى روايتهم لقد أدى دوره ورحل مثل الفنان الذى يمثل دائما أدوار الشر ولكنه فى الحقيقة خيير يفاجآ بالناس فى الحقيقة تلعنه وتمقته كل هذا ولا تعرفون لماذا هم أشباح؟ أى شبح مسكين هذا الذى لا يجد له ماوى فيهم طوال حياته على وجهه ولا يجد النوم فالأشباح لا تنام ولكنها تحب كثيراً وتفرح لتحزن