elmoghazy
عدد الرسائل : 141 العمر : 46 المدينه : CAIRO العمل/الترفيه : مجال الرسوم المتحركة تاريخ التسجيل : 20/07/2007
| موضوع: أهل البيت (عليهم السلام) بين السنة والشيعة السبت أغسطس 18, 2007 2:54 pm | |
| أهل البيت (عليهم السلام) بين السنة والشيعة منذ القديم إلى اليوم الحاضر، والمؤرخون وأهل السير يكتبون في مناقب أهل البيت (عليهم السلام)، فلقد استوقفت تعاليمهم الباحثين من أمم مختلفة، لأنهم وجدوا فيها عظمة الله، وهيبة الحق، وقوة العلم، وكرامة الإنسان واحترام الحياة، وجلال الكون، فاستلهموا مقياساً للحق والفضيلة ومصدراً للعلم والتشريع.ولقد اتفقت جميع المذاهب الإسلامية وطوائف الأمة في تفسير الآية القرآنية الكريمة 32 من سورة الأحزاب: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)، على أن المراد بأهل البيت في هذه الآية هم أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله)، وقال أبو سعيد الخدري وأنس ابن مالك ووائله بن الأسقع وعائشة وأم سلمة أن الآية مختصة برسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين. ومهما اختلف المسلمون فإن كلمتهم واحدة على أن شجرة النسب النبوي تنحصر فروعها في أبناء فاطمة، لأن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يعقب الأمن ولدها.لقد أوصى القرآن الكريم بمودة أهل البيت (عليهم السلام)، وأمر النبي (صلى الله عليه وآله) بأتباعهم حيث ساواهم بكتاب الله، كما في حديث الثقلين المشهور عند جميع الفرق الإسلامية، حيث قول الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله): (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي...)، لذا أولاهم المسلمون على اختلاف فرقهم قسطاً كبيراً من الرعاية والتبجيل، وكان لهم عند أبي بكر من التعظيم والإكبار ما لم يكن لأحد غيرهم، وكان عمر بن الخطاب يؤثرهم على جميع المسلمون، وحتى حكام بني أمية وحكام بني العباس الذين ناصبوا أئمة آل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله) العداء وغصبوا حقهم، لم يكن المسلمون يشاطرونهم ذات البغض والعداء لأهل البيت، بل أن حتى الذين قاتلوا الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء خوفاً من يزيد وابن زياد كانت سيوفهم على الحسين وقلوبهم معه، كما قال الفرزدق، وحتى الولاة الموظفون عند الخليفة ممن كان منهم يخطب على المنابر في الجمع والأعياد باسم الخليفة تبعاً لمصلحته، وهو يؤمن في قرارة نفسه بحق أبناء فاطمة، ويتشيع للأئمة الأطهار، والأمثلة والدلائل على ذلك كثيرة.أن حب أهل البيت المحمدي – العلوي الشريف لم يختص بطبقة دون طبقة، أو فرقة دون فرقة، فقد اتحدت قلوب المسلمين جميعاً على حبهم، وبخاصة رجال الدين، ومن تتبع سيرة أئمة المذاهب الأربعة (مذاهب السنة)، لمس إخلاصهم لعلي وأبناء علي (عليهم السلام)، فأبو حنيفة كان يحب أهل البيت (عليهم السلام)، ويبذل لهم الأموال الطائلة، وأفتى بنصرة زيد بن علي، وحمل الأموال إليه، كما أفتى بالخروج مع إبراهيم بن عبد الله الحسني المنصور، وضُرِبَ أبو حنيفة بالسياط وحبس وعذب، وأخيراً سقاه المنصور العباسي السم فمات، كل ذلك في سبيل حبه لأبناء الإمام علي (عليه السلام) وبغض أعداءهم.حث الإمام مالك على خلع المنصور والخروج عليه، وأفتى من بايعوه بفساد البيعة، لأنهم بايعوا مكروهين، ولا بيعة لمكره، وضربه المنصور بالسياط كما ضرب أبا حنيفة.أما الشافعي فحبه لأهل البيت (عليهم السلام) أشهر من أن يذكر، وقد أغرق في هذا الحب حتى قيل إنه رافضي، ومن شعره:يا آل بيت رسول الله حبكـــم*** فرضٌ من الله في القرآن أنزلــهكفاكم من عظيم الشأن أنكــم*** من لا يصلي عليكم فلا صلاة لهأما الإمام بن حنبل فكتابه مسند أحمد مشحون بفضائل علي (عليه السلام)، ويقال أنه ألف كتاباً كبيراً في فضائل أهل البيت (عليهم السلام)، وإن نسخة منه كانت في خزانه مشهد الإمام بالنجف الأشرف، ونقل أيضاً أنه تتلمذ على يد الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السلام).وما عرف التاريخ أهل بيت أحبهم الناس من قوميات ومذاهب عديدة كآل البيت، أحبوهم أحياء وأمواتاً، فألف العلماء الكتب في منزلتهم وعظمتهم، ونظم الشعراء الدواوين والقصائد في مديحهم، وردد الخطباء فضائلهم في المحافل وعلى المنابر، وتفد الجماهير إلى مقاماتهم ومقابرهم وأضرحتهم المطهرة في كل سنة بمئات الآلاف، حتى أصبحت مراقدهم مقدسة عامرة وشاهدة خالدة تعكس عظمة الإسلام وأصالة تأريخه لا سيما مرقد الإمام الشهيد الحسين والنخبة الطاهرة من شهداء طف كربلاء، وما من مسلم في شرق الأرض وغربها يصلي لله إلا يذكر محمداً وآله بالصلاة والتسليم، وهذه أسماء آل محمد (صلى الله عليه وآله) شائعة ذائعة على مر الدهور والأجيال، سواءاً أوساط السنة أو الشيعة وللذكور والإناث (محمد، علي، خديجة، فاطمة، حسن، حسين، زينب، جعفر، باقر، كاظم،رضا، مهدي، و...)، ولم يكن الباعث على التسمية بها إلا التبرك والتيمن بأسماء آل البيت (عليهم السلام)، أحبهم الناس من كل أصل وجنس، ومن كل الطبقات، الأقوياء والضعفاء في كل زمان ومكان، بل وجد حتى من الأمويين من يحب آل البيت (عليهم السلام)، منهم عمر بن عبد العزيز، الذي حين تولى خلافة الحكم الأموي أمر تبرك سب أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من على المنابر، بعد ما كان قد أمر بذلك الحكام الأمويين من قبله، وهذا ما أغضب قادة بني أمية ونقموا عليه، وقالوا لو علم الناس فضل علي (عليه السلام) لتفرقوا عنا.وكذلك كان أبو الفرج الأصفهاني صاحب الأغاني من كبار المحبين لآل الرسول، ومنهم الشاعر عبد الله أبو عدي المعروف بـ(العبلي)، ومنهم أيضاً معاوية بن يزيد بن معاوية الذي انتقد أمام الملأ ومن على منبر الحكم جده معاوية وأبيه يزيد من بعده لاغتصابهما حق آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الخلافة، ونطق كلمة الحق الجريئة والخالدة: (لقد خلعت بيعتي من أعناقكم والسلام)، وقد وبخه أقاربه، واتهموا معلمه ومؤدبه عمر المقصوص وقالوا له: أنت علمته حب علي وأولاده، وأخذوه فدفنوه حياً، ثم بعد ذلك دسوا السم لأبنهم معاوية فمات).وكذا الأمر كان في عهد حكم دولة بني العباس، حيث المظاهر الولائية لأهل البيت (عليهم السلام) والانتفاضات والثورات الخالدة التي قامت في أقاليم ومناطق إسلامية عدة انتصاراً لحقهم المغتصب وثأراً لدم الإمام الحسين الشهيد ولدماء آله وصحبه الأبرار وكل شهداء الحق من شيعة آل محمد، ولم يكن هذا الشعور والولاء ينقطع في أي زمان أو مكان، كما لم يكن بمقدور أي كان من القوى المعادية للإسلام والعترة المحمدية، سواءاً كانوا حكاماً أو أنظمة سلطوية أو فئات طائفية مهما بلغ حجمها وقوتها، أن ينالوا من أهل البيت (عليهم السلام)، أو يميتوا ذلك الإحساس الفياض والاندفاع الجارف نحو التمسك والارتباط بنهجهم الرسالي وخطهم القويم والتعلق بحبهم والتفاني من أجلهم بالنفس والمال وكل ما هو نفيس، وقد لا يختلف في ذلك من المسلمين إلا النفر القليل الذي ضللته أو أغرته وسائل أو جهات أجنبية تريد بالإسلام والمسلمين الفرقة والتنافر والانقسام والتمزق، بغية احتواءه أو القضاء عليه، وإلا فإنه في حقيقة الأمر والواقع الأكيد ليس هناك خلاف حقيقي بين جناحي الإسلام السنة والشيعة، وأن مجموعة الجزئيات الفقهية أو الرؤى التاريخية المحدودة التفسيرات القاصرة هي التي تمثل نقاط الاختلاف القائم بينهما، وهذا ما تضيق مساحته وينحسر أثره عند مقام علماء الدين ومراجعه وكل أرباب الفكر والوعي الإسلامي الداعين الساعين إلى التقريب بين المذاهب والفرق الإسلامية المختلفة، انطلاقاً من الاستناد والاحتكام إلى كتاب الله العزيز وسنة نبيه الكريم والعترة الطاهرة من أهل بيته الطاهرين وصحبه الميامين، باعتبارهم مصدر الهداية والإيمان ومهوى القلوب وملتقى الأمة بكل مذاهبها وطبقاتها في ساحة وحدة الصف والمصير. | |
|