لا شك أن التكافؤ شرط من شروط نجاح الزواج، ولئن كان الشرع قد أكد على أهمية شرط الدين، في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، إلا أن شرط الدين لا يلغي شروطًا أخرى لا يمكن للزواج أن ينجح بدونها، فلا ينبغي أن نكون مثاليين فليس هذا من السنة في شيء.
وهكذا فمطلوب من المتقدم للزواج أن تكون له القدرة المادية على ذلك -الباءة- دون أن يعني ذلك شرط الغنى المطلق، كما أن التكافؤ بين الزوجين على مستوى السن والمكانة الاجتماعية والمستوى الثقافي، بل وحتى البيئة مطلوب لنجاح الزواج.
وما نعلمه من زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن تكبره سيدتنا خديجة رضي الله عنها وممن تصغره أمنا عائشة رضي الله عنها فمرده إلى خصوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلقه النبوي الرفيع الذي ليس في متناول كل الرجال.
وفي هذه الحالة التي بين يدينا نتساءل: كيف يمكن لفتاة في العشرينيات من عمرها أن تنسجم مع رجل في الأربعين؟ ففي سن العشرين هناك عنفوان عاطفي ورغبة في المرح واهتمامات لا يمكن أن يتفهمها أو يجاريها من هو في عمر الأربعين.
وعلى كل حال قد تكون هناك استثناءات خاصة جدًّا قد ينجح فيه الزواج مع غياب التكافؤ في جانب من الجوانب؛ نظرًا لخصوصية الطرفين، ولكنه أمر لا يمكن تعميمه.
ونحن نعلم المشاكل العويصة التي يجرها زواج مبني على عدم التكافؤ غالب ما ينتهي بالطلاق، ويصبح الأمر أكثر مضاضة حين يكون هناك أطفال هم في الغالب من يؤدي الثمن.