صحيح أن ليلة الزفاف "الدخلة" تبقى لها أهمية خاصة في ذاكرة الزوجين فهي الانطلاقة الفعلية لحياة ينويانها طاعة لله سبحانه تعالى، وآداب اللقاء بين الزوجين أولاها الله سبحانه تعالى أهمية قصوى وجاءت السنة النبوية مفصلة وفيها إشارات لطيفة لما يجعل من هذا الجانب في الحياة الزوجية الذي هو حق المتعة الحلال منبع سعادة للزوجين.
فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كما علم صحابته ويعلمنا يؤكد على أن أساس العلاقة الجنسية بين الزوجين هو المنطلق العاطفي حتى لا تصبح مجرد علاقة بهيمية، فيعلم الرجل كيف يجعل رسولاً بينه وبين زوجه وحين يسأله الصحابي عن هذا الرسول يجيبه: "القبلة". ولعل الباحث في السنة النبوية يقف على تفاصيل هذا الأمر في أحاديث كثيرة منها ما روته أمنا عائشة رضي الله عنها وغيرها، وأحيل السائلة الكريمة إلى كتاب قيم للأستاذ عبد الحليم أبو شقة "تحرير المرأة في عصر الرسالة" فقد خصص أحد أجزائه للمسألة الجنسية.
فمن باب أولى اللقاء الأول الذي من المفروض أن يكون قد أسست له عاطفة عميقة بين الزوجين لا أن يكون كما في بعض البوادي أول مرة ترى فيه الزوجة زوجها ومطلوب منها أن تشاركه فراشه دون سابق معرفة بينهما ولا ألفة ولا محبة.. وكم قرأنا من قصص نقلت فيها العروس ليلة عرسها إلى المستشفى سواء نتيجة عنف الزوج أو نتيجة صدمة نفسية بسبب هذا الأمر.