مددت يدي إلى درج مكتبي أخرج منه ورقاً أكتب عليه شهر الصيام والسلام والروحانية والأمان آتٍ على الأبواب.. وكل سنة وقراء مجلة "حياة" طيبين.
وقعت عيناي على سبحتي، ملت برأسي ومددت يدي امسك بها، سمعت لها أنيناً.. ولحباتها نحيباً وحواراً دائراً فى "سهراية" عن البشر.. قلت انقله لكم.
حباية بتقول "آه الظاهر إن شهر رمضان قرب وحنفرح بتسبيح الناس علينا واستنشاقنا للهوا، ترد عليها حباية وتقول شهر واحد فى السنة.. كل الإدين فينا ماسكين بيسبحوا ويتعبدوا وبعد كده على مسمار متعلقين أو فى درج مكتب مركونين يا خسارة يا بشر، تسربت الكلمات لنفسي وحبست أنفاسي بداخلي وارتعدت ضلوعي بصدري وارتجف القلب بداخلي خوفاً من عقاب ربى، وتعجبا من فعل البشر وتركت أذني لسماع سهراية حبات سبحتي.
لقيت حباية تشدو بكلمات تقول فيها "فين راح رحيق أيام زمان وفين راحت القلوب الطيبة، جبر الخواطر عندهم كان أهم من رضا أنفسهم، وحباية تانية بتقول جيل اليومين دول افتروا وظلموا أنفسهم.. مش كفاية نميمة.. يا خسارة يا بشر بوظتوا عقولكم بالهوى وحب الافتخار ضخم الأنا وسار الهرج والمرج بين الحبات ونهضت كبيرتهم الممسكة بالزر اللى تجمع فيه الحبات وقالت ده غباهم جاهم من بعد معرفة وللأسف لازالوا فاكرين أنهم اذكيا، وانتفضت حباية كأنها ستعلن عن نبأ هام لأن كل الحبات بصت لها وقالت دول حبسوا روحهم جواهم وبقوا فى الأرض لازقين.. فاكرين إن العمر باقى ونسوا بعد الموت فين رايحين.. وتنهدت وقالت: آه عشان عرفوا شوية تفاصيل صغيرة عن الكون ظنوا خلاص أنهم على نفسهم قادرين وفى الدنيا خالدين ولكل العلوم واصلين.. واكتفوا بعبادة شهر واحد فى السنة ياريتهم يا أختي يعرفوا إن أمر الله غالب ويسجدوا ويسبحوا ويستغفروا لذنبهم ونستغفر لهم وتدعو لهم ربنا ان يهدى قلوبهم للإيمان والرضا ومعرفة إن الله رب الشهور كلها.