عدد الرسائل : 56 العمر : 39 المدينه : الجيزة العمل/الترفيه : كاتب صحفي/مهندس حاسب الى تاريخ التسجيل : 24/08/2007
موضوع: كل حب وأنت طيب الأحد أغسطس 26, 2007 2:06 pm
كان من الطبيعي أن أكتب عن الحب فى عيد الحب "كل سنة واحنا طيبين" ولكننى شعرت أننى أريد الكتابة عن مشاعرى تجاه بلدى بعد أن جمعتنى الصدفة بلقاء مجموعة من الشباب والشابات، ووجدت فى صدورهم أسئلة أرى أنها صحية لحد كبير.. وهى على سبيل المثال..
" ليه لما بنسافر بره بنلتزم بالقواعد؟!"
" ليه بحترم نفسى ومابارميش الزبالة سواء من العربية أو ماشى على رجلى.. أو أقضى حاجتى أو أبصق فى الشارع؟!"
ولما بنرجع- يستضيفونا فى بلدنا-عشان نحكى قصه نجاحنا وندى الأمل للى عنده استعداد للنبوغ.. ليه؟!"
" ليه فى أوقات كتير بنحس بالغربة فى بلدنا؟!"
وعندما سمعت منهم هذه التساؤلات تذكرت إحساسى عندما عدت الى مصر لكى استقر فيها بعد 10 سنوات بعيداً عنها.. فقد كنت اتحرق شوقا لها، فدعونى أصف لكم إحساسى بالغربة فى وطنى!!.. كان ذلك حينما انتقلت العائلة من البلد الذى كنا نقيم فيه إلى آخر لظروف عمل والدى .
وبالطبع حاولوا إقناعى بشتى الطرق كى أكون معهم.. إلا أننى أصررت على العودة لمصر لأكمل دراستى الجامعية..
صدمت!!
عندما وجدت انحداراً فى أخلاقيات الناس وسلوكهم فى الشارع!
عندما وجدت زيادة المناطق التى يحكمها "قانون البقاء للأقوى" وهو ما أدى إلى زيادة معدل الإجرام والعنف والبلطجة!
عندما وجدت أن الزيارات العائلية والواجبات الاجتماعية لم تعد من الأولويات.. أين إذن الترابط الأسرى؟!
عندما وجدت حالة ضياع بين طلبة الجامعات خصوصاً فقد كانوا لا يعلمون ماذا يريدون!!
عندما وجدت المجتمع ينقسم إلى فئة "أغنياء الغنى الفاحش وفئة غير القادرين " مما أدى إلى زيادة الطوابير على اختلاف أماكنها"
مش هى دى مصر اللى أنا سبتها من 10 سنين.. والتى كنت أهيم شوقاً لزيارتها فى الاجازات.. وكلما أتيحت الفرصة.
ولكن رغم كل هذه السلبيا فى هذا الوقت لم يتأثر حبى لبلدى.. فقد أحسست بأن على أن أعطى أكثر لبلدى الذى جعلنى أصر على العودة إليه كى أتمتع بالأمان فى أحضانه.. ولن أفكر لحظة فى الخروج منه إلا إذا شعرت بغير ذلك.
وأشد ما يؤلمنى هو حال المصرى الآن.
بداخل كل منا حب ولكنه فى غيبوبة فهل لدينا القدرة على إيقاظه؟!
نعم إذا اعترفنا أولاً بأن سلوكنا السلبى هو السبب فى تلك الغيبوبة
الحب عطاء...
"الحب يجب أن ينبع من داخلنا قالشكوى لا تحقق هدفاً"